الملك للمالك عضو نشيط جداً وممتاز
الابراج والحظ : نقاط : 433 تاريخ الميلاد : 30/12/1980 تاريخ التسجيل : 24/06/2011 العمر : 43
| موضوع: الأنبا غريغوريوس والبابا أثناسيوس الخميس أغسطس 11, 2011 2:01 pm | |
|
الأنبا غريغوريوس والبابا أثناسيوس جريدة وطنى بعنوان 20/5/2007م السنة العدد 2369 عن مقالة بعنوان " أثناسيوس الحارس الأمين للإيمان " للمتنيح الأنبا غريغوريوس ما أحلي وما أجمل أخبار القديسين,وكما يقول بعض الآباء القديسين إن من يكرم أثناسيوس فقد أكرم الفضيلة نفسها وهذه نظرة كنيستنا واحترامها وإكرامها للقديسين,فإننا لانعبد أشخاص وإنما نعبد الله وحده,وإنما نكرم الفضيلة في القديسين إحياء لذكرهم,وهذا هو أمر مخلصنا الذي قال عن المرأة التي دهنت رأسه بالطيب مريم أخت لعازرحيثما يكرز بالإنجيل في الخليقة كلها يخبر أيضا بما فعلته هذه المرأة إحياء لذكرهامت26:13.فنحن باحتفالنا بالقديسين نتمم أمر مخلصنا الذي أمر بأن يخبر بأفعالهم,وهذا ما تلاحظونه حينما يتلو الكاهن أسماء مجمع القديسين,فإنه يقوللأن هذا هو أمر مخلصنا أن نذكر القديسينبناء علي هذا الأمر الذي ذكره سيدنا في مناسبة المرأة التي دهنت رأسه بالطيب,ثم أن في إحياء ذكر القديسين إحياء للفضيلة نفسها.فالناس لايفهمون الدين بعيدا عن الأشخاص وإنما المباديء الدينية تتمثل في أشخاص يدركونها في حياتهم.
فالقديس أثناسيوس من أروع الأمثلة التي شاعت في التاريخ المسيحي,والتي برز فيها فضائل كثيرة أهمها قداسته,والقداسة في مفهومنا الأرثوذكسي هي قداسة في الإيمان وقداسة في السيرة.وقداسة الإيمان سلامة العقيدة وخلوها من الخطأ واستمساك الإنسان بالحقائق الإيمانية.
ودفاعه عنها وتمسكه بها لمحافظته عليها كوديعة,يخدمها لأنه انعقدت عليها نفسه,لايفرط فيها لأنه وكيل مؤتمن علي وديعة,ياتيموثيئوس احفظ الوديعة بالروح القدس الساكن فيك2تيمو1:14.فوديعة الإيمان هذه ليست لنا,لا نتساهل فيها ولانتسامح,التسامح في الحق الخاص,أما التسامح في الإيمان فخيانة وعدم أمانة وتفريط وإهمال في المقدسات.وذلك له دينونة مخيفة ورهيبة ومرعبة.خصوصا بالنسبة للوكلاء.من هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده علي عبيده؟هي وكالة,رجل الدين ليس صاحب الوكالة,رجل الدين وكيلا علي أمانة ليس من حقه أن يفرط فيها ولايتنازل عن شيء منها,هذا تساهلا علي حساب الله وعلي حساب الإيمان.هكذا كان الآباء العظماء يفهمون رسالتهم أنها رسالة الوكيل الأمين.ولذلك حينما يسأل في اليوم الأخيرأعطي حساب وكالتكيكون حسابه دقيقا وحسابه عسيرا لأنه وكيل مؤتمن.فإذا برزت أمانته سمع التعبير الجميل والمديح الثمين والشهادة التي هي أعظم شهادة,لأنها شهادة الله كنت أمينا في القليل أقيمك علي الكثيرمت25:23أحسنت أيها العبد الصالح والأمين,صالح لأنه أثبت صلاحيته لمهمته,هنا الصلاح بهذا المعني, صالح لأنه أثبت صلاحيته بالمهمة التي أوكلت إليه,صالح وأمين.والأمانة ضد الخيانة,صالح وأمين هذا هو المدح الذي تلقاه ذلك العبدأيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل أقيمك علي الكثير,فالأمانة مطلوبة منا جميعا.وفي سفر الرؤيا يقول المسيح له المجد كن أمينا حتي الممات فأعطيك إكليل الحياةرؤ2:10هذه هي الأمانة المطلوبة من العبد خادم سيده,لأن رجل الله الحق خادم لسيده.رجل الدين خادم الله أولا قبل أن يكون خادم الشعب,رجل الدين إذا تحول إلي خادم للشعب فقد تحول من طرف خفي إلي زعيم,وليس هذا هو المفهوم الأصيل لمهمة رجل الدين,إن رجل الدين يفهم رسالته يعرف أنه خادم لسيده,حيث يكون سيده يكون هو,حتي لو جاء وقت كان فيه هذا الرجل ضد الشعب,إذا كان الشعب ضد الله,فرجل الدين يكون في جهة الله,فرجل الدين هو خادم للشعب من خلال خدمته لله,لكن هو خادم الله أولا,لأنه قد تأتي مواقف فيها يقف رجل الله ضد الشعب,فإذا كان الشعب واقفا ضد السيد فلابد أن يقف أثناسيوس ضده,هذا هو أثناسيوس الرجل الذي كان خادما لسيده ولم يعرف سيدا آخر,لأنه سمع كلمة المسيح إلي تلاميذهأن سيدكم واحد هو المسيح.ليس له سيد آخر,لا يأخذ أمره من إنسان آخر,إنه يأخذه من سيده,وليس له سادة كثيرين هو سيد واحد,ويكون هو حيث يكون سيده,في الجانب الذي يكون فيه سيده لأنه خادم وجاءت المواقف التي فيها تعرض أثناسيوس لهذه التجربة الإلهية.
كان في القرن الرابع من الميلاد,وفي القرن الرابع من الميلاد كانت لاتزال الغالبية في مصر غالبية وثنية,ومعني أنها غالبية وثنية أنها لاتقر الاتجاه الذي كان يدافع عنه أثناسيوس,كان أثناسيوس يدافع عن أزلية المسيح وأن المسيح قائم من حيث لاهوته مع الآب والروح القدس في جوهر إلهي واحد منذ الأزل وإلي الأبد,المسيح موجود قبل التجسد,قبل أن يولد من مريم,قبل جميع الأجيال والدهور,منذ الأزل.في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.العالم به كون,هو الذي كون العالم,فيه رسالة الحياة,هو رب الحياة ورئيس الحياة ومبدء الحياة وباعث الحياة.قال عنه يوحناكان قبلي وصار قدامي يو1:15كان قبلي لأنه كان قائم منذ الأزل.ولما قال المسيح لليهودأبوكم إبراهيم اشتهي متهللا أن يري يومي فرأي وفرحيو8:56,قالوا له أنت لم تصل بعد خمسين سنة كيف رآك إبراهيم,قال لهم:الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنيو8:58,وهنا كلمة كائن بها رنينالكائن الذي كان الدائم إلي الأبدكما في سفر الرؤيا.أنا الكائن والذي كان منذ الأزل والدائم إلي الأبد,وهذا هو معني كلمة يهوه,يهوه بالعبرانية هو الاسم الخاص لله معناه الدائم.يهوه من فعل الكينونة أهيه بمعني الذي يكون دائما,الذي هو دائما كائن,دائما في الزمن الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل,هو دائم,هو كائن ديمومة دائمة ومعناه حرفياالدائمالله وحده الدائم,والمسيح نسب إلي نفسه الكائن دائما:قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنأنا القيامة وأنا الحياةيو11:25من من الناس يجرؤ علي أن يقول علي نفسه إنه القيامة وأنه الحياة.هل يجرؤ نبي ويقول أنا الحياة,هل يجرؤ أحد من البشر أو من الملائكة,أي كائن من كان يجرؤ أن ينسب إلي نفسه أنه هو الحياة إلا المسيح.
ولما سألته المرأة السامرية وقالت له كيف تطلب مني لتشرب؟قال لهايا امرأة لو علمتي عطية الله ومن هذا الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبتي منه أنت فأعطاك ماء الحياةيو4:10ماء ينبع إلي حياة أبدية,من هذا الذي يملك الحياة إلي الأبد وأن يعطي حياة إلي الأبد,إلا إذا كان هو ذاته الحياة وهو ذاته الأبد.ومن هذا الذي يجرؤ أن يقول ليوحنا في سفر الرؤياأنا هو الألف والياء,أنا البداءة وأنا النهاية,أنا الأول وأنا الآخررؤ1:17هذه بعينها الكلمات التي رددها الرب في العهد القديم علي فم إشعياء فقال:أنا هو الأول وأنا الآخر لايكون قبلي إله ولايكون بعدي إلهإش 44:6من هذا الذي يقول:أنا الواحد الأحد..أنا الذي لي مفاتيح الهاوية والموترؤ9:18من هذا؟..والجماهير كانت متحيرة حينما كان علي الأرض,تحيروا وقالوا من هذا الذي الريح والبحر أيضا يطيعانه؟من هذا؟من هذا الذي يخرج الشياطين بسلطان؟من هذا الذي ينتهر الحمي ويكلم الحمي ويزجر الحمي,لم يصل ويركع ويترجي كما كان يفعل الآباء الرسل,إنما انتهر الحمي زجر الحمي,هل رأت البشرية نبيا من قبل يصنع هذا إذن من هذا؟...هذه كانت رسالة أثناسيوس إيضاح حقيقة المسيح وأنه كان قبل الزمان,قبل أن يولد من مريم كان في الأزل.
لم يكن ميلاده من مريم إلا تجسدا,لكنه ليس ميلادا كما يولد البشر حيث يبدأون في فترة من الزمن,وهذا هو السبب أن فرحنا في عيد القيامة يعظم عن عيد الميلاد,عيد الميلاد نسميه العيد الصغير وعيد القيامة العيد الكبير,لا لأنه ينتهي بالصوم الكبير؟لا..لأنه لولا القيامة لما كان الميلاد.
آباء الكنيسة كانوا مترددين في أن يكون للمسيح عيد الميلاد ولولا هرطقة الذين أنكروا التجسد لما كانت الكنيسة تقيم عيد الميلاد,ولذلك في ليلة عيد الميلاد إنجيل باكر في البدء كان الكلمة...والكلمة صار جسدا وحل بيننا.وإنجيل القداس في ليلة عيد الميلاد:وإذا مجوس أتوا من المشرق يقولون أين هو المولود ملك اليهود؟الغريب أن في ليلة عيد الميلاد كنيستنا لا تقرأ قصة ميلاد المسيح ولاقصة الرعاة,هذه تقرأ في البرمون.إنما في ليلة عيد الميلاد,في رفع بخور باكر يقرأوالكلمة صار جسداوفي إنجيل القداسوإذا مجوس أتوا من المشرق وقالوا أين هو المولود ملك اليهودحكمة الكنيسة أنها لاتريد من أولادها أن يتصوروا أن في هذه الليلة وجد المسيح بمعني نشأ المسيح.والكلمة صار جسداليس بمعني أن ميلاد المسيح كميلاد واحد من البشر لا..ميلاد المسيح معناه تجسد المسيح.أنه اتخذ جسدا,إنما المسيح كما قال أثناسيوسكان ولم يزل إلهاهو إله منذ الأزل,ولكن في الزمان اتخذ له جسدا,استتر في جسد,احتجب في جسد,لكن المسيح لم يبدأ من مريم حاشا,وكلنا نقول عن مريم إنها والدة الإله من حيث إن الذي خرج من أحشائها الإله المتجسد,إنما المسيح لم يبدأ من مريم,المسيح سابق في وجوده علي كل الوجود وعلي كل الخليقة في البدء منذ الأزل.وكم من مرة يقول المسيح له المجدمجدني عندك أيها الآب بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالميو17:5,ويقول:من عند الآب خرجت وإلي الآب أمضييو16:28ليس من عند مريم,لا...أنا قبل ذلك بكثير,من عند الآب خرجت.وفي مرة ثانية يقول:أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء,ليس كما أكل آباؤكم المن في البرية وماتوايو6:49,41المسيح من السماء نزل لأنه كان موجود في السماء.
وفي مرة ثانية يقول:ما من أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماءيو3:13لم يصعد أحد فوق سماء السموات من البشر أبدا إلا واحد,وهو علي الأرض,وهو علي حجر مريم كان جالسا علي العرش,وهو يرضع اللبن كان يدبر شئون الكون والمسكونة هذا هو المعني الذي دافع عنه أثناسيوس.ولكن هذا المعني كان صعبا لم يستطع الناس بسهولة أن يقبلوا دفاع أثناسيوس,ولذلك قاوموه وكانت مقاومتهم شنيعة.
كان قسيسا لا ينتمي بروحه إلي مدرسة الإسكندرية اللاهوتية فمدرسة الإسكندرية اللاهوتية لم تخرج هراطقة أبدا,إنما كان أريوس من أصل ليبي تخرج في المدرسة الأنطاكية التي خرجت جميع الهراطقة الذين عرفناهم في الخمسة القرون الأولي من أريوس إلي مقدونيوس إلي نسطور إلي أوطاخي,كل هؤلاء خرجوا في مدرسة أنطاكية اللاهوتية,ولم يتخرج في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية أحد ممن انحرفوا عن الإيمان الأرثوذكسي فأريوس غريب وإذ كان قسيسا ظهر في الإسكندرية لكن مراجعه لم تكن أرثوذكسية ولا من كنيسة الإسكندرية,رجل ليبي تتلمذ روحيا ولاهوتيا علي لوسيانوس مؤسس مدرسة أنطاكية أريوس لم يأت بجديد قال أثناسيوس:إن آراء أريوس كانت آراء وثنية لأنها آراء الأفلاطونية المحدثة التي نادي بها أفلوطين,والذي اخترع فكرة مؤداها أن هناك كائنا متوسطا بين الله والناس,لأن الله أشرف من أن يخلق البشر,فخلق كائن متوسط يخلق به الناس,هذا الكائنا المتوسطا مخلوق في نظر الأفلاطونية الجديدة,ولذلك الأريوسية ليست مسيحية وإنما الأريوسية مبدأ وثني أخذه أريوس من الأفلاطونية الجديدة وألبسه لباسا مسيحيا,وساق آيات الكتاب المقدس التي أولها تأويلا خاطئا في تفسير هذه النظرية,وهذا بالضبط حكمنا اليوم علي شهود يهوه,شهود يهوه هم الأريوسية الجديدة,لأنهم يضيفوا إلي أفكارهم في لاهوت المسيح,الكفر بالآخرة فهم لايؤمنون بالآخرة.شهود يهوه مبدأ صهيوني-يهودي هم الأريوسية الجديدة. أخذت الأريوسية في القرن الرابع تمتد,ووجدت لها سندا,لأن الوثنية كانت في مصر في الأكثرية ولم تكن المسيحية قد وصلت عدديا إلا إلي عدد محدود ونظم الدولة كانت لاتزال وثنية علي الرغم من وجود قسطنطين الإمبراطور لكن مازالت الدولة الوثنية في نظمها كذلك اليهود كانوا في مصر جالية قوية وانضم اليهود إلي أريوس لأنهم وجدوا المبدأ الأريوسي مبدأ يمكنهم أن يوفقوا عليه,انضم إلي حركة أريوس عدد كبير من البشر,أولا من آمن بأريوس وأفكار أريوس ومن خدعوا بأريوس من المسيحيين,ثم الوثنيون الذين كانوا أغلبية كبري في بلدنا واليهود أيضا كانوا جالية كبيرة,ثم الدولة انضمت إلي أريوس حتي قسطنطين انضم إلي أريوس ليس من الوجهة الإيمانية,ولكن من جهة حفظ الأمن,لأن الدولة يهمها أن تكون مع الأغلبية ضد الأقلية حتي يستتب الأمن,وكانت الأغلبية مع أريوس لأنه كان من اللباقة ومن الذكاء ومن الفصاحة والبلاغة ومن الحزق ومن المقدرة الخطبية ومما يسموه بالشعبية فكان يندمج في وسط الشوارع والصيادين وفي وسط النوادي مع العامة ومع السوقة حتي مع الأطفال,فكان يقول للطفل أنت أكبر أو أبوك يقول طبعا أبويا,يقول له قل للأرثوذكس المغفلين,قل لأثناسيوس المغفل,هل معقول يكون الابن مع الآب غير معقول هذا هو تفكير أريوس,فكر أن الولادة أو كون المسيح ابن الله بمعني الولادة الجسدية كما نقول إبراهيم ولد إسحق,طبعا إبراهيم قبل إسحق لكن حاشا أن تكون ولادة الابن من الآب من هذا النوع,المسيح ابن الله لأننا رأينا فيه صورة الله,ليس لأن الله يلد,الله لايلد.ما معني أن العالم كله ضدك؟معناها أنك أنت واقف لوحدك.تصوروا واحد واقف في وسط هذا الجمع, محاط بهذه الصعوبات من يقنع؟ومن يكلم؟ومن يناقش؟الدولة كلها بتيجانها وبقوتها,كانت ضد أثناسيوس.أثناسيوس نفي خمس مرات وكان الأباطرة بما فيهم قسطنطين يذيقونه مر العذاب,46 سنة قضاها علي الكرسي معظمها منفي ومشرد حتي عندما كان في مصر كان يذهب في أماكن خفية,في الأديرة أو في بيوت المؤمنين,لأن خمسين سنة ضد من؟ضد هذه الأغلبية العظمي عندما قالوا لهالعالم كله ضدكهذه الكلمة لم تكن سهلة ولم يكن مبالغ فيها,إنما تدل علي المرارة التي عاش فيها الرجل,ضع نفسك في نفس الموقف,أنا أقول أثناسيوس هذا لو كان حديدا وإن كان نحاسا لتهرأ,ولو كان حجرا لانمحي,كيف كان من لحم ودم,وكيف تحمل كل ذلك,كيف صمد خمسين سنة,يصمد أمام قوات مهولة تفوقه في كل أمر ومن كل نوع.ولذلك عندما قالوأنا بنعمة إلهي ضد العالم سموه أثناسيوس الذي ضد العالم,هذه كلمة مرة,اليوم نقولها علي المنابر,لكن حاول تفكر وتضع نفسك في نفس الموضع,أحيانا عندما تجد عددا كبيرا من الناس ضدك في موقف معين تصير نفسك تعبانة ومرة.تصور واحدا لمدة خمسين سنة يصارع هذه المصارعات,لو لم يكن أثناسيوس رسولا من الله كيف كان يمكن أن يصمد؟أثناسيوس كان يقف لوحده,وهذا يرينا أن رجل الدين الحق أين يكون؟يكون حيث سيده لأنه خادم لسيده.
هذا الرجل البطل أثناسيوس الذي ليس لبطولته مثيل,هذا الرجل الذي صمد أمام العالم كله,اليوم العالم كله يحترم أثناسيوس,شرقا وغربا يحني الرأس لأثناسيوس ولكن من تحمل الذي تحمله أثناسيوس؟من الذي عاش المرارة والضيق والأزمات والاضطهادات والتعذيب والاتهامات مرة سافر ليقابل قسطنطين فوجد الإمبراطور تغير من ناحيته,ورفض الإمبراطور أن يقابل أثناسيوس فاضطر أن يقف في طريق مركبته أمام الخيل التي كادت أن تدوسه,فأمر الإمبراطور أنه يوقفوا المركبة.وقال له:لماذا تقف هنا؟فأجابه هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرف أن أقابلك بها بعد أن حاولت أقابلك فلم أستطع وأخذه في المركبة ورجع به إلي البيت ليسمعه,هذا الإمبراطور قسطنطين الذي نفتخر به في وقت من الأوقات كان ضد أثناسيوس وهو أول من نفي أثناسيوس.
أي إنسان يتحمل الذي تحمله أثناسيوس,صحيح أنه رجل خالد,أثناسيوس الخالد الذي لايموت وتاريخه تاريخ المسيحية كلها,ولذلك يعد بفخر مؤسس المسيحية الثاني وكلمة رسولي لماذا؟لأنه جاهد جهاد الرسل,وأخشي أن أقول أعظم من جهاد الرسل,لأن الرسل لم يكن في طريقهم العقبات الخبيثة والمتاعب التي لاقاها أثناسيوس لذلك سموه رسولي,وأيضا سمي بمؤسس المسيحية الثاني لأنهم قالوا هذا الرجل وهذا الرأس العنيد لو كان لان أو خضع كانت المسيحية انتهت من زمن,هو الرجل الوحيد العنيد الذي وقف ضد كل هذه الثورات وبفخر يسمي مؤسس المسيحية الثاني بعد المسيح.
نحن اليوم المسيحيين شرقا وغربا مديونين لأثناسيوس,لأنه هو الذي حافظ علي الإيمان كالحارس الأول الأمين للإيمان واليوم هذا الرجل في السماء وفي العام الآخر ونرسل إليه التحيات ونرسل إليه الصلوات ونتشفع به جميعا أن يرحم الكنيسة,وأن يرحم المؤمنين,وأن يحفظ الله الإيمان المستقيم ثابت إلي التمام,وأن يحفظنا نحن شعبه ثابتين علي الإيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير.ولإلهنا الكرامة والمجد إلي الأبد آمين. | |
|